روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | لا أعرف.. كيف أصادق؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > لا أعرف.. كيف أصادق؟


  لا أعرف.. كيف أصادق؟
     عدد مرات المشاهدة: 4490        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..  يا اخوان انا عندي مشكلة كبيرة في حياتي، وهي اني ما اعرف اصادق ابدا، يعني مروا في حياتي اشخاص كثار ابغى اصادقهم ما اعرف، يعني الي ابغاه او الي ابغاكم تساعدوني فيه كيف احط اي شخص في بالي واصادقه!؟ والله اني بعض الاحيان ودي اصادق شخص واجبس ادعي الله انه يخليني اصادقه، ولا كأني ادعي.

الأخ الحبيب / محمد:

أشكرك على ثقتك في موقع المستشار، ونرجو أن تجد في الردّ على استشارتك ما ينفعك.

لا شك أن الصداقة الحقّة كنزٌ ونِعمة، والمرء مرآة أخيه، والقرين إلى المقارن ينسب، وقد دعانا ديننا الحنيف لحسن اختيار الصديق؛ فالله – سبحانه – يقول: " الأَخِلاءُ يَومَئذٍ بَعْضُهم لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلا المُتَّقِين" (الزخرف:67) ويضرب لنا النبي- صلى الله عليه وسلم- مَثلًا للجليس الصالح وجليس السوء بحامل المسك ونافخ الكير، لنحتذي بالأول لصلاحه ونجتنب الآخر لمَضَرّتِه.

وليست المشكلة- يا صديقي- في كيفية الحصول على الأصدقاء، ولكن القضيّة في نوعيّة من نختار من الأصدقاء، وكيف نحافظ على الصديق الصدوق الذي يعيننا على الطاعة والخير.

ولمّا كان الإنسان اجتماعيًا بطبعه، فأحسبك- يا أخي الحبيب- تستطيع إيقاظ تلك الفطرة بداخلك لتوسِّع من دائرة أصدقائك في مدرستك ومجتمعك المحيط.
وإننا في جميع أمورنا نحتاج لأن نخلص النية، فنجعل صداقتنا لله، لا لمصلحة شخصية، ولا لمنفعة دنيوية أو أنانية ذاتية، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.

والبيئة المدرسية بيئة خصبة لتكوين صداقات متميزة، فابحث عن القواسم المشتركة بينك وبين زملائك وشاركهم في نشاطاتهم المدرسية المختلفة، واسعَ لإيجاد دائرة مشتركة للحوار معهم، ساعد من يحتاج المساعدة، تبسّمْ في وجوه زملائك، تفقَّدْ أحوالهم واسأل عنهم إن غابوا. لا تُسئ بهم الظنّ. احترم آراءهم ولا تسفِّهها. لا تتصيَّد لهم الأخطاء، وبادر بالاعتذار لهم إنْ أخطأت في حقِّهم. نادِهم بأحبِّ الأسماءِ إليهم، لا تتكبَّر أوْ تتعالى عليهم.

اجعلْ من الهدية رسولًا لدوام المحبة. بادرْ بتقديم الشكر والامتنان لمن يُسْدى إليك معروفا؛ فمن لا يشكر النّاس لا يشكر الله، تحَلّ بالصِّدق لتكسبْ قلوبَ النّاس، لا تُجَادِلْ فيما لا يُفيد، وقدّم النصيحةَ للآخرين بالكلمة الطيبة وتقبّلها منهم. اصْفَح عن إساءات الآخرين، وكن أمينًا على سر صديقك، فمتى كشفتَ سرّه انتقضتْ عُرى الصداقة.

هذه بعض النقاط التي تعينك على حسن اختيار الصديق، والمحافظة عليه؛ فالصديق الحق قد يبلغ منزلة أعلى من أخوة النسب.

وقد تفيدك مطالعة كتاب " كيف تكسب الأصدقاء" لـ ديل كارنيجي، ففيه كثير من النصائح المجرّبة لكيفية اكتساب الأصدقاء والمحافظة عليهم. كما أنصحك بمطالعة كتاب " الأسلوب الأقوى والألطف في التغيير" للأستاذ نايف الزريق، ففيه كثير من القصص والتجارب النافعة.

وأنا واثق من أنّك ستنجح في بناء صداقات مؤثرة تدوم وتحقق لك وللآخرين السعادة، وأرجو أن أسمع عن التغيير الأجمل بأيامك القادمة.


الكاتب: أ. أحمد محمد الدماطي

المصدر: موقع المستشار